بماذا أُداري الهوى والألم = وماذا عسى أن يقول القلم
تباكى الزمانُ على منظري = فأجّج في الروح نار الندم
أنا نخلةٌ غادرت عمرَها = وهلَّ إليها الفَنَا والعدم
وما كنتُ شُختُ لأمرٍ يسير = ولكن في القلب همٌ جثم
تكبَّر قومي على حرفتي = ومدّوا أياديَهُمُ للعجم
وصرتُ على وحدتي أشتكي = وأبكي الفراق الذي ما انصرم
وساقي الطويلة على أراضيهم = ليحكي السنين ومنذ القدم
فبالأمس كان على هامتي = يرفرف للنصرِ هذا العلم
وتشدو البلابل من داخلي = وتَنشُر في الحيّ أحلى النغم
وألقى المحبةَ من قومنا = من السيد الكفْء والمحترم
ولولا طعامي الشهيّ الزكيّ = لما عانقتنا غيومُ القمم
وكان الرسولُ الذي ما انحنى = لدنيا الوحوش وذلّ الصنم
يُثبَّتْ في صحبه الأمنيات = ويكشف للروح غيَّ الظُلم
شَهِدتُ المعارك والعاديات = شهدتُ الزبير على من هجم
سلوا يومَ حطّين ماذا جرى = سلوا الأرض تُسمع حتى الأصم
تركنا الأعادي تذوق الردى = فَكَانَ البقيّةُ منهم خدم
وهبَّ المثنّى على صرختي = وأقسم باللهِ أقوى قسم
بأن يصنع المجدَ من شمسنا = وينشُر بالدين أحلى الشيم
وأقبل كسرى إلى موطني = يُقبّل رأسي ثمّ القدم
يُعانق مجدي شموخ السحاب = فأمطر فينا العطا والكرم
وكنا وهل تستجيبُ المنى = لمن أوهنتهُ رياحُ السقم
فبغداد من ذلّنا تشتكي = وغطى على القدس همٌّ وغم
تطاول علج في الدانمارك = فتبَّت يداهُ على ما رسم؟!!
سيلقى المهانة من فعلهِ = ويهوي إليهِ العَمى والصمم
ومهما تعالت جموعُ العِدى = ستشرق شمسُ الهدى والنعم
وصلّى الإلهُ على المصطفى = حبيبي محمّد ماحي الظُّلم
حامد محمد حفيظ - إب