كانت الأمنية التي راودت الأرنب الصغير طويلا هي أن يشارك صديقه العصفور سباحته في الفضاء يضرب الهواء بجناحيه فيصعد ويرى الكائنات من أعلى، لا يخاف الذئب الذي يتربص به، ولا يهاب الثعلب ويحاذر من حيله الكثيرة معه، ولا ينظر إلى الشجرة العتيقة متسائلا كيف يتسلق ساقها ليصعد ويلاعب صديقه العصفور الصغير، متنقلا من غصن إلى غصن، فإذا ضاق باللعب على الشجرة فرد جناحيه معانقا الهواء الذي يسارع فورا ويحمله إلى أعلى فرحا به، وهويطير ويطير في براح السماء
قال الأرنب الصغير لنفسه لو عرفت أين يسكن الهواء فسأذهب إليه أرجوه أن يحملني على ظهره لنطير أنا وصديقي العصفور ونلعب معا سأل أباه و أين يسكن الهواء يا أبي؟ تبسم الأب بهدوء وهو يحدق في عيني ابنه متسائلا – وما الذي تريده من الهواء؟
قال الأرنب الصغيرة – أريده أن يحملني على ظهره كما يحمل العصفور تفكر الوالد قليلا ثم حدق في وجه صغيره متسائلا: – العصفور له جناحان، أين جناحاك؟ قال الصغير متوسلا – أريد جناحين يا أبي فكر الأب قليلا ثم قال له تعال معي ومضى متجها إلى ضفة النهر
هناك تابعا الأسماك وهي تلعب مطمئنة في الماء سعيدة بحياتها فيه، حياها الأرنب الصغير، ردت التحية بأفضل منها وطلبت منه أن يغوص في الماء ويلعب معها، شكرها وقال لها؛ لا أستطيع العيش في الماء، لو خرجت يمكنني اللعب معك. شكرته وقالت له : لو خرجت من الماء لا أستطيع الحياة.
ألقى عليها السلام ومضى مع والده الذي أخذه إلى الجحر الخاص بالعائلة، في الجحر جلس الأب قليلا يستريح من المشوار الطويل. بعدها سأل والده : ما رأيك أن تطلب من صديقك العصفور أن يلعب معك هنا؟ بدت الدهشة على وجه الصغير وقال لوالده معترضا – يترك الفضاء ويعيش على الأرض؟ قال الأب وقد بدت الحيرة على وجهه : إذن ما الحل؟ قال ابنه، ما الحل يا أبي؟ قال الأب وهو يحدق في عينيه : الحل أن نرضى بما رزقنا الله به.
العصفور أعطاه الله جناحين ليطير في الهواء ليسعى إلى رزقه السمك أعطاه الله الخياشيم ليعيش في الماء ليسعى إلى رزقه.. أنت أعطاك الله الأقدام ومهد لك الأرض لتسعى إلى رزقك.. فما رأيك؟ تهلل وجه الأرنب الصغير وقال راضيا : رأيي أن يرضي كل منا بما رزقه الله ويشكره على نعمه، وفي ذات الوقت نلعب معا كما نشاء. قال الأب راضيا : بوركت يا بني.