سوياً يخرُجان ..من عملِهِما و يمشيان يملآنِ مسافةَ الطريقِ بالغناءِ والكلام
وهموم الدُّنيا وتحقيق الأحلام حتَّى يصلان عندَ شجرةِ اللوزِ في مفرقِ الطريق
فيقولُ كِلاهُما : وداعاً يا صديق
" كريم " يقول : أنا ذاهبٌ لِزوجتي وعيالي فيقولُ " أكرم " : أنا ذاهبٌ لِأُمي
وأبي هُما دلالي
وهكذا كانا مُنذُ عشرةِ أعوام ولم يُغيرانِ يوماً هذا النِّظام
إلى أن جاءً يومٌ فيهِ مات أكرم وجاءَ كريمٌ يُعزِّي أهلهُ في المأتم
وفي نهايةِ العزاء .. سلَّمَ كريمٌ على أحدِ الأقرباء
قائلاً : أحسنَ اللهُ عزاءَكُم فيهِ و ساعدَ اللهُ قلبَ والديهِ
إنَّ فقدَ الولدِ مرارة و كانَ المرحومُ لا ينساهُما يوماً من الزيارة
فقالَ القريبُ : عُذراً .. ما أعرِفُهُ أنا .. أنَّ والِدا أكرمٍ تُوُفِّيا مُنذُ عشرينَ سنة ..!!
فنزلَ هذا الكلامُ على كريمٍ كضربةِ شمس ..!! وحينَ هدأَ قليلاً قالَ بِهَمس
عشرةُ أعوامٍ وما لاحظتُ أنَّ تِلْكَ الشَّجرة .. ما كانَ يُجاوِرُها إلّا سورُ المقبرة
تحيتي لكل من يرشُّ عطرهُ هُنا :)