التوحيد أول الدين وآخره فأول ما دعا إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - شهادة أن لا إله إلا الله وقال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله" [1]، "وقال لمعاذ: إنك تأتي قوما أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" [2] وختم الأمر بالتوحيد فقال في الصحيح من رواية مسلم عن عثمان: "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة"، وفي الحديث الصحيح من رواية مسلم عن أبي هريرة "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله" [3]، وفي السنن من حديث معاذ "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" [4]. وفي المسند "إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حين الموت إلا وجد روحه لها روحا" [5] وهي الكلمة التي عرضها على عمه عند الموت)[6].
فإن عقيدة التّوحيد هي أساس الدين، وكل الأوامر والنواهي والعبادات والطاعات كلها مؤسسة على عقيدة التّوحيد، التي هي معنى شهادة أن لا إله إلاَّ الله، وأن محمداً رسول الله، الشهادتان اللتان هما الركن الأول من أركان الإسلام؛ فلا يصح عملٌ، ولا تقبل عبادةٌ ولا ينجو أحد من النار ويدخل الجنة؛ إلاَّ إذا أتى بهذا التّوحيد وصحّح العقيدة.
ولهذا كان اهتمام العلماء رحمهم الله في هذا الجانب اهتماماً عظيماً؛ لأنه هو الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، ثم بعد ما تصح العقيدة فإنه حينئذٍ يُطلب من الإنسان أن يأتي ببقية الأعمال.